الحج في الكويت
كيف يسافر حجّاج الكويت قديمًا
كانت تستغرق رحلة الحج عادة ثلاثة أشهر تبدأ من شهر ذي القعدة إلى شهر صفر
وعندما يقرر أحد أفراد الأسرة الحج، يرفع علم أحمر أو أبيض او أخضر علي أسطح البيوت للدلالة على سفر أحدهم
وهناك تقليد شعبي لبنات الحي إذ يحملن سلة صغيرة تسى "الحية" وهي بيل من الخوص يزرع فيه بعض النباتات كالحلبة أو الشعير أو الرشاد، وعند وقت وصولهم يكون النبات قد كبر وإن فسد فمعناه ان مكروها قد حصل لهم، ويتجهن بلاسلال غلى البحر ويرددن هناك:
ياحياتي يا بيتي
حيي لأبوي
حيي لأمي
ثم يرمين السلال في البحر وهن مسرورات
ويبدأ قائد الحملة بتجهيز الجمال إما بشرائها أو استئجارها، ثم يركب المحمل أو هودج النساء والهودج قبة يوضع على ظهر الجمل يمكنه من حمل امرأتين مصنوع من أغصان الخيزران أو الأثل، ويغطى بغطاء سميك اتقاء للظروف الجوية المختلفة
أما الجمال التي سيمتطيها الرجال، فيكتفى فيها بتركيب ما يعرف بالشداد، وعلى جانبيه خرجان يضع الحاج فيهما أمتعته، على أن يمسك الراكب بقطعة خشب بارزة أمامه؛ حفظا لتوازنه فوق ظهر الجمل.
كما على قائد الحملة أن يستعين بعدد من الرجال الذين لهم خبرة في الطرق البرية، ويصل عددهم إلى الثلاثين تقريبا، ويمسك هؤلاء بالجمال التي تحمل النساء، وهم يسيرون على أقدامهم.
وتنطلق الرحلة مع بداية شهر ذي القعدة، مع مرافقة أهالي الحجاج لحملات الحج عند مغادرتها الكويت إلى أماكن تجمع القوافل لتوديعهم، ثم تنطلق القافلة إلى مكة عبر الجهراء ثم حفر الباطن ثم الأرطاوية وأم الجماجم ثم القصيم، ثم مكة المكرمة عبر الطريق الجنوب الغربي، أما من اختار زيارة المدينة المنورة فيتجه عبر الطريق الغربي، مرورا بعقلة الصقور والنقرة وعرجا والحناكية، وإذا وصلوا المدينة، قضوا فيها أياما يزورون فيها المسجد النبوي ويصلون فيه، ويزورون أيضا قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمساجد التاريخية، ثم يشقون طريقهم إلى مكة المكرمة.
وعندما تنتهي رحلة الحج وتعود القافلة إلى الكويت، يتقدم شخص يسمى البشير، ليسبق القافلة وليشيع خبر وصولها، ويتلقى من الأهالي بعض الهدايا فرحا بذلك